عودة «بلاك ووتر» العسكرية سيئة السمعة

«هآرتس»: عودة «بلاك ووتر» العسكرية سيئة السمعة ومحطتها الأولى في الشرق الأوسط

  • «هآرتس»: عودة «بلاك ووتر» العسكرية سيئة السمعة ومحطتها الأولى في الشرق الأوسط
  • «هآرتس»: عودة «بلاك ووتر» العسكرية سيئة السمعة ومحطتها الأولى في الشرق الأوسط

اخرى قبل 5 سنة

«هآرتس»: عودة «بلاك ووتر» العسكرية سيئة السمعة ومحطتها الأولى في الشرق الأوسط

اثارت شركة المقاولات الأمنية «بلاك ووتر» جدلًا كبيرًا في أعقاب حظر أنشطتها بالعراق، بعد أن أطلق العاملون بها النار على المدنيين في دائرة مرورٍ مزدحمةٍ عام 2007.

أُعيد تسمية الشركة وبيعت لتبدأ أعمالها عام 2011 تحت اسم شركة «أكاديمي» في فيرجينيا. لكنَّها عادت لتتصدر عناوين الأخبار من جديدٍ بعد أن جادل مؤسسها إريك برينس، الملياردير وضابط البحرية الأمريكية السابق، بأنَّ الولايات المتحدة يجب أن تستبدل المرتزقة بجنودها الألفين في سوريا.

وترى صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أنَّ هذا الأمر ربما يكون محاولةً من الشركة للعودة إلى الساحة العالمية من جديد من خلال الحرب السورية.

ذكرت الصحيفة أنَّ إعلان برينس على شبكة «فوكس بيزنس» جاء في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجأةً في ديسمبر (كانون الأول) سحب القوات الأمريكية من سوريا، وهو الإعلان الذي أثار مخاوف القوات الكردية السورية، التي تحالفت مع الولايات المتحدة في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بسبب ما تواجهه من تهديداتٍ تركية.

 

وترى «هآرتس» أنَّ برينس يسعى إلى إعادة شركته إلى الساحة بعرضه على ترامب حماية حلفاء الولايات المتحدة في سوريا واستبدال الجنود الأمريكيين، وهو الوعد الذي تحدث عنه ترامب خلال حملته الرئاسية، والذي اتضَّحت ضرورة الوفاء به إثر مقتل جنودٍ أمريكيين بواسطة قنبلةٍ زرعها داعش في سوريا هذا الأسبوع.

وأوردت الصحيفة تصريحات برينس لشبكة «فوكس بيزنس» هذا الأسبوع: «سيتحطم حلفاؤنا داخل سوريا في حال لم نمتلك قدرةً رادعةً للدفاع عنهم ضد أي غزوٍ بريٍ من قِبَل الجيوش التقليدية التي يمتلكها الإيرانيون والسوريون».

برينس هو شقيق بيتسي ديفوس، وزيرة التربية والتعليم الأمريكية، وحسب الصحيفة، كان قد طالب إدارة ترامب في الماضي بخصخصة الحرب في أفغانستان، التي وصلت إلى عامها الثامن عشر.

ففي مقالةٍ افتتاحيةٍ كتبها لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية في مايو (أيار) عام 2017، عرض برينس أن يحل المتعهدون العسكريون محل الجنود في أفغانستان، وأن يعملوا تحت إمرة «نائب» للحرب يتبع رئيس البلاد مباشرةً.

وذكرت «هآرتس» أنَّ ترامب تعهَّد الشهر الماضي أيضًا بتخفيض عدد الجنود الأمريكيين في أفغانستان إلى النصف، وسحب 7 آلاف جندي.

وأضاف برينس، في حديثه إلى «فوكس بيزنس»: «يَعُجُّ التاريخ الأمريكي بالشراكات بين الحكومة والشركات الخاصة، وتوجد مجالاتٌ يُمكن للقطاع الخاص أن يسد فراغاتها، إذ لا يجب أن يُنفق الجيش أموالًا طائلةً عليها».

وأوضح مارك كانسيان، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، المنطق وراء عرض برينس الأصلي في ما يتعلَّق بأفغانستان، خلال حديثه إلى مجلة «فوربس» في أغسطس (آب) الماضي: «يقترح برينس وسيلةً تُمكِّن الولايات المتحدة من تحقيق أهدافها، بتقليل ظهورها في الصراع والسماح بالتزامٍ ضروريٍ على المدى الطويل لتدعيم القوات الأفغانية والحد من قوة طالبان. كانت هذه هي استراتيجية الولايات المتحدة في كولومبيا، حين تكفَّل المتعهدون بتقديم الدعم الكامل على المدى الطويل للقوات المحلية».

 

جيش بوتين الخاص

وفي السياق ذاته، أفادت «هآرتس» بأنَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أقرَّ خلال مؤتمره الإخباري السنوي الشهر الماضي، بأنَّ المتعهدين العسكريين في روسيا من مجموعة «فاجنر» لهم حق العمل والسعي وراء مصالحهم في أي مكانٍ بالعالم، ما داموا لا يخرقون القانون الروسي. هذا بينما أنكر الكرملين طويلًا المزاعم بشأن عمل المتعهدين الروس سرًا داخل سوريا، وبذل مجهودًا ضخمًا في التغطية على أنشطتهم وإخفاء حصيلة القتلى الرسمية في البلد الذي مزقته الحرب.

وأوضحت الصحيفة أنَّ الشركات العسكرية الخاصة لا تُعَدُّ قانونيةً في روسيا على المستوى الرسمي. لكنَّ بوتين شخصيًا أعلن دعمه لهم من قبل، واقترح في أبريل (نيسان) عام 2012 الحاجة إلى «آليةٍ للسعي وراء المصالح القومية دون مشاركةٍ مباشرةٍ من الدولة. وأعتقد أنَّنا يجب أن نأخذ الأمر بعين الاعتبار وندرسه».

وذكر موقع «فونتانكا»، الذي يتَّخذ من سانت بطرسبرج مقرًا له، أنَّ قرابة 3 آلاف روسي يعملون لصالح مجموعة «فاجنر» حاربوا في سوريا منذ عام 2015، وهو نفس الوقت الذي تدخَّلت فيه روسيا بالنيابة عن نظام الأسد، في خطوةٍ قلبت موازين الحرب لصالحه.

وأشارت «هآرتس» إلى أن المحقِّق الخاص روبرت مولر استمع إلى أدلةٍ خلال تحقيقه المُتعلِّق بترامب وروسيا تُؤكِّد سفر برينس إلى جزيرة سيشل النائية، في محاولةٍ لإنشاء قناة تواصلٍ خلفيةٍ بين ترامب وروسيا. وفي يونيو (حزيران)، قال برينس إنَّه تعاون مع تحقيق مولر، لكنَّه زعم أن التواصل مع مسؤولٍ مرتبطٍ ببوتين كان لقاءً «عرضيًا»، وأنكر أي محاولةٍ لإنشاء قناة تواصلٍ بين ترامب والكرملين.

«نحن قادمون»

ذكرت «هآرتس» أن شركة «بلاك ووتر» الأمريكية نشرت إعلانًا من صفحةٍ كاملةٍ في النسخة المطبوعة لمجلة «ريكويل» الأمريكية، وهي «مجلةٌ عصريةٌ للأسلحة النارية» على حدِّ وصفها، يحمل جملةً واضحة: «نحن قادمون».

وأفاد موقع «ميليتاري تايمز»، الذي رفض فريق العلاقات العامة الخاص ببرينس التعليق على أخباره بحسب «هآرتس»: «يبدو من إعلان مجلة «ريكويل» أنَّ «بلاك ووتر» تُجدِّد نشاطها من تلقاء نفسها، لكنَّ معالم ذلك النشاط ليست واضحةً بعد».

ولاحظ الكثيرون من المراقبين أنَّ الإعلان أعقب استقالة وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، واقتراب موعد إقالة الجنرال رئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد. ويُذكر إنَّ الرجلين عارضا خصخصة الحرب في أفغانستان معارضةً علنية.

وبحسب الصحيفة، في الوقت ذاته، عادت شركة «بلاك ووتر» لتتصدَّر عناوين الأخبار لأسبابٍ أخرى. إذ أُدين حارسٌ أمنيٌ تابع لشركة «بلاك ووتر»، عمره 35 عامًا، بتهمة القتل من الدرجة الأولى إثر إطلاقه النار على مدنيٍ في دائرة مرورٍ مزدحمةٍ ببغداد عام 2007، وهي الحادثة التي قُوبِلَت بإدانةٍ عالمية.

ووفقًا لما أوردته «هآرتس»، قال مكتب وكيل وزارة العدل الأمريكية بواشنطن العاصمة في بيانٍ رسميٍ أنَّ الحارس نيكولاس سلاتن أُدين بتهمة قتل أحمد هيثم أحمد الربعي، وهو واحدٌ من أصل 14 مدنيًا لقوا مصرعهم حين أطلق حُرَّاس «بلاك ووتر» النار على المدنيين في ساحة النسور يوم 16 سبتمبر (أيلول) عام 2007.

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أنَّ العراق حظرت أنشطة شركة «بلاك ووتر» داخل البلاد عام 2009 إثر تلك الحادثة، التي أثارت الجدل بشأن دور المتعهدين الأمنيين الذين يعملون لحساب الحكومة الأمريكية في مناطق الحرب.

وجاءت الضغوط الأولى لخصخصة الجيش الأمريكي بحسب الصحيفة من دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع الأمريكي آنذاك. وأوردت صحيفة «الجارديان» البريطانية عام 2004 أنَّ «مُذكِّرةً كتبها وزير الجيش الأمريكي توماس وايت عام 2002 أشارت إلى أنَّ ثُلث ميزانية الجيش تذهب لصالح المتعهدين العسكريين، في حين تتناقص أعداد الجيش، والفكرة هي توفير المال الذي يُنفَقُ على الجنود الدائمين باستخدام المرتزقة المُؤقتين».

وترى الصحيفة أنَّ برينس وشركة «بلاك ووتر» انضما إلى قائمةٍ طويلةٍ من مسؤولي عصر بوش الذين عادوا إلى الساحة العامة في الولايات المتحدة.

وأوردت «هآرتس» في ختام تقريرها ما كتبه نواه كيرش لمجلة «فوربس» في أبريل عن عودة برينس الوشيكة، قائلًا إن مؤسس شركة «بلاك ووتر «وضع بالفعل استراتيجيته الكبرى، وفتح الباب أمام طبيعته التي تمزج بين الإيمان بالمصير والدين الراسخ».

ويوضح كيرش هذا من خلال اقتباس كلمات برينس حين قال: «مُعجزتي المفضلة في الكتاب المقدس هي والمسيح في بحيرة طبريا وهم يقفون داخل القارب أمام رياحٍ عاصفة ويُواجهون خطر الغرق. فيقول المسيح: «ثقوا! أنا هو. لا تخافوا»، ثم يصعد إلى السفينة وتسكن الرياح».

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على « افاق الفلسطينيه  ».

 

التعليقات على خبر: «هآرتس»: عودة «بلاك ووتر» العسكرية سيئة السمعة ومحطتها الأولى في الشرق الأوسط

حمل التطبيق الأن